1- كان أبو سليمان يقول: " إنما زهدوا في الدنيا؛ لتفرغ قلوبهم من همومها للآخرة ".
2- كان الحسن البصري يقول: رأيت سبعين بدريا كانوا والله فيما أحل الله تعالى لهم أزهد منكم فيما حرم الله -تعالى- عليكم, وذكر قول القائل الذي كان يعرض له المال الحلال فلا يأخذه، ويقول: أخاف أن يفسد قلبي.
3- سئل الموصلي: يا أبا محمد إلى أي شيء أفضى بهم الزهد؟ قال: إلى الأنس بالله-تعالى-.
4- حج الخليفة هشام بن عبد الملك الخليفة، وفي الطواف رأى سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم، وهو يطوف وحذاؤه في يديه، وعليه عمامة وثياب ودجلة لا تساوي ثلاثة عشر درهماً، فقال له هشام: يا سالم؛ أتريد حاجة أقضيها لك هذا اليوم؟، قال سالم : أما تستحي من الله تعرض علي الحوائج وأنا في بيت من لا يحوجني إلى غيره؟! فاحمر وجه الخليفة، فلما خرج من الحرم، قال: أتريد شيئاً؟ قال: أمن حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ قال: أما حوائج الآخرة فلا أملكها، لكن من حوائج الدنيا، قال سالم: والله الذي لا إله إلا هو، ما سألت حوائج الدنيا من الذي يملكها تبارك وتعالى، فكيف أسألها منك؟.
5- لقي سفيان الثوري رابعة – وكانت مزرية الحال-، فقال لها: يا أم عمرو أرى حالاً رثة، فلو أتيت جارك فلاناً لغير بعض ما أرى، فقالت له: يا سفيان وما ترى من سوء حالي، ألست على الإسلام فهو العز الذي لا ذلَّ معه والغنى الذي لا فقر فيه، والأنس الذي لا وحشة معه؛ والله إني لأستحي أن أسأل الدنيا من يملكها فكيف أسال من لا يملكها، فقام سفيان وهو يقول: ما سمعت مثل هذا الكلام.
6- روي أن ملكاً بنى قصراً، وقال لحاشيته: انظروا إن كان فيه عيب فأصلحوه, فقال رجل حكيم: أرى فيه عيبين. فقالوا: وما هما؟ قال: يموت الملك ويخرب القصر، قال الملك: صدقت ثم أقبل على الله، وترك القصر، والدنيا.
7- كان مالك بن دينار يقول: إذا قيل له إنك زاهد, قال: إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز جاءته الدنيا وملكها، فزهد فيها؛ فأما أنا ففي أي شئ زهدت؟.