أولا :. يقول رب العزة الله سبحانه وتعالى فى حديث قدسى
أحب ثلاثا وحبى لثلاث أشد
أحب الفقير المتواضع وحبى للغنى المتواضع أشد
أحب الغنى الكريم وحبى للفقير الكريم أشد
وأحب الشيخ الطائع وحبى للشاب الطائع أشد
وأكره ثلاثا وكرهى لثلاث أشد
أكره الغنى المتكبر وكرهى للفقير المتكبر أشد
واكره الفقير البخيل وكرهى للغنى البخيل أشد
وأكره الشاب العاصى وكرهى للشيخ العاصى أشد
يبين الله عز وجل فى حديثه القدسى ما يحبه فى العبد المتواضع فيقال من تواضع لله رفعه أى رفع منزلته عند المولى عز وجل والرفعة هنا هى علو منزلة العبد عن ربه فالله يحب الفقير الذى يتصف بهذه الصفة وهى الواجب أن يكون متصف بها لانه لايملك من الدنيا الا القليل أما اذا كان العبد غنيا وكان متواضعا فيا سلام ما أجمل ذلك فحب الله له سيكون أكبر
وصفة الكبر والتكبر كما ذكرت فى موضوع سابق هذه الصفة قد خلقها الله وأختصها لنفسه فقط ولا يحب من عباده أن يتصفوا بها
فلا يحب أن يتصف بها الغنى بالرغم أن الغنى وزيادة الثروة قد تجعل العبد مزهوا بنفسه ومتفاخرا على الاخرين ومتكبرا عليهم ولكن اذا جمح نفسه عن ذلك وترفع بها وبمنزلته وكان متواضعا يا سلام سيكون عبدا محبوبا لله عز وجل ويبغض رب العزة أيضا أن يتصف العبد الفقير بالتكبر فلماذا يتكبر هذا العبد الفقير على أى شىء يتكبر فليس لديه أى شىء يحفزه أو يتفاخر به على الناس وزى ما بيقولوا فقر وعنتظه بالمعنى الدارج الذى نتناوله باستمرار ونذكره فى حياتنا اليومية فهذا النوع يكرهه الله أكثر
ويحب الله عز وجل أن يتصف الغنى بالكرم ويجود مما معه على الفقراء لان الله سبحانه وتعالى قد من عليه نعمة المال لكى يمتحنه فى أى شىء سيصرف هذا المال لوجه الله وارضائه أم فى معصية الله والعياذ بالله ويحب الله أكثر الفقير الكريم فسبحان الله ليس معه الا القليل ولكن جواد بما لديه وتنقلب الكفة على الغنى البخيل ويكرهه لانه بخل بمال الله على عيال الله وعباده ويكرهه أكثر من كرهه على الفقير البخيل فالفقير البخيل لديه قدر بسيط من المال ويبخل به بالرغم أنه ما نقص مال من صدقة على المحتاجين وانما قد يوسع الله عليه اذا بادر باعطاء الصدقات لذويها
ويشير الحديث القدسى الى صفة الطاعة فى عباده فى صنفين اثنين الشيخ الكبير الذى كبر سنه والشاب الصغير فيحب الله أن يكون الشيخ الكبير طائعا لاوامر الله ويحب أكثر الشاب الصغير الذى يتصف بالطاعة فرغم صغر سنه وما يحوطة من مغريات الدنيا من ملذات وفتن الا انه لم يلتفت لها وأصبح شغله الشاغل فى طاعة الله سبحانه وتعالى
ويكره الله من الشاب الصغير السن عدم التزامه بطاعة الله ويكرهها أكثر فى الشيخ الكبير الذى لن يعيش مثلما عاش ولم يعمل لاخرته بالرغم من دنو وقرب الاجل بالنسبة له فهو كما يقولون على مقربة من الموت ولم يختشى من المولى عز وجل
حديث قدسى جامع فعلا للخصال البسيطة التى يجب أن نتصف بها فى حياتنا الدنيا حبا فى الله ومرضاته والله ياربى نحبك ونحب من يحبك ونحب كل عمل يقربنا لحبك فيا رب اجعل حبنا خالصا لك دون سواك فانت المنفرد بالعباده ولا معبود سواك
ثانيا :. الثلاثيات الاسلامية
قال أبو الدرداء
أضحكنى ثلاث وأبكانى ثلاث
أضحكنى
مؤمل الدنيا والموت يطلبه
وغافل لا يغفل عنه
وضاحك ملء فيه ولا يدرى أساخط ربه أم راضى
وأبكانى
هول المطلع
وانقطاع العمل
ومقفى بين يدى الله ولا أدرى أيؤمر بى الى الجنة أم الى النار
ويقال ايضا ثلاثة لا تقربها
دار شر * ومجلس أشرار * وعيون يتطاير منها الشرر
أحسن لمن أساء اليك * وأعترف بذنب أقترفته * وانفق من مال ملكته
ويقال افتح قلبك لثلاثة
محب * ابن * وصديق وفى
ويقال وسع صدرك لثلاثة
رأى * سائل * حافز
ويقال متع نظرك بثلاثة
الشروق * والغروب * والكواكب
ويقال كن حاضرا عند ثلاثة
صاحب حاجة * وضال طريقه * ومنكوب دهر
ويقال حاول أن تملك ثلاثة لثلاثة
العلم لتفيد وتستفيد
والصبر لتحمل الشدائد
والشجاعة لتقابل بها الصعاب
وفى النهاية أعظكم وأعظ نفسى لان النفس أمارة بالسوء أن نتصف بكل الخصال التى يحبها الله أن تكون فينا وأن نتودد اليه بالطاعة
وكما قيل اذا وعظت فأوجز فان كثير الكلام ينسى بعضه بعضا وأصلح نفسك يصلح لك الناس
دمتم والى الله الملتقى