من قال إن الماضي شيء ينسى!
ويظل الماضي شيئًا يشكل الحاضر مهما ابتعدنا عنه لأننا أسسنا على ذكرياته الكثير من خطواتنا.. شئنا أم أبينا تجاربنا تتحكم في طريقة تعاملنا مع الآخرين، تتغير انطلاقتنا في الحياة مع اصطدامها بمطبات اختناق تحرمها التنفس فتظل تتحسب لها ما بقي من عمرها.. نمشي حفاة على رمال رطبة جوار الشاطىء
قبل أن نكتشف أن الشمس تجعلها متقدة أحيانا فنتعود ان نرتدي الاحذية تحسبًا للحريق! نضحك بصوت مرتفع دون أن نعلم ان الضحك يسبب الكحة المؤلمة فنتعلم ان نتوقف في منتصف ضحكنا لنقول اللهم اجعله خيرًا! نمد يدنا بيضاء لنصافح الجميع بكل ود الدنيا لتعود إلينا متسخة مشوهة المعالم فنتعود على أن نرتدي قفازًا أسود ثقيلاً لا يجعلنا نشعر بحرارة المصافحة! نمنح الكون نظرة ممتنة قبل أن تتساقط كل قذاءات الدنيا داخلها فنرتدي نظارة سوداء تحرمنا متعة الرؤية الكاملة دون خوف! نجلس في حواف الكون نراقب تعرجاتها في طمأنينة قبل أن تقتلعنا زوابعها وتقنع حطامنا أن يقف بعيدًا قدر الإمكان!.